مضى على آخر تدوينة ٦٢يوماً، حدث الكثير خلالها، الكثير مما أستطيع ومالا أستطيع إدراكه وفهمه جيداً. تغيرات في ساعات العمل، تغير في أرقام الميزان، تغيرات في أعداد الأصدقاء، خروج أشياء ودخول أشياء أخرى، وبالرغم من هذا الحراك؛ إلا أن السأم بدأ يتفشى بداخلي، ليس سأماً من الحياة ذاتها، لكنه سأم التكرار، لم تعد الحياة تمضي بالشكل الذي أحبه، كما أني اعتدت لسنين طويلة على مرونة تشكيل الحياة كما أرغب، ربما لسني الصغيرة آن ذاك، وربما لرغباتي والتي لم تكن بالضخامة التي يصعب تحقيقها.
توقّع شاهق.
كان اشتغالي الدائم ولا زال هو اشتغالي على نفسي، لطالما توقعت منها الكثير، الكثير الذي آمنت أنه سيتحقق اليوم أو غدا أو آجلا، أدمنت توقعاتي من نفسي للدرجة التي صارت هي المحفز الوحيد للإقدام على أمر ما، واختبار احتمالية تحقق ذلك الشيء، وبمجرد أن أخوض الأمر بجلّي أنسى تماماً أني كنت أجرّب توقعاً فقط، مجرد توقع وافتراض، ليس بحقيقة مدرَكة ولا احتمالا مؤكداً، أصاب بالدهشة وجميع انفعالات الحماسة حين يتحقق توقعي حول نفسي، لكن لاحقا حينما أفشل في أمر ما، كان دافعي حوله هو فقط تجربة توقعي، أجدني أصاب بخيبة مضاعفة وأخبو كثيراً حتى من توافه الأمور. اليوم أنازع نفسي وأحايلها بأن تخفّض من توقعاتها، وأن تعمل أكثر بقلبٍ أكثر صلابة ورحابة.
العادة، العمل، التحسّن.
أكرر في رأسي هذا الترتيب: اجعليها عادة، استمري بالعمل، ثم فكّري بالتحسّن. والأمر ينجح! فعلا ينجح. طبّقت ذلك على روتيني الرياضيّ، بدأ الأمر فقط بجعل الذهاب إلى صالة النادي أمراً اعتياديا، خصصت ثلاثة أيام في الأسبوع لزيارة النادي، كتبت بالضبط مالذي سأفعله فور دخولي للنادي، قوائم الموسيقى التي سأسمعها، وفي أي وقت من اليوم سأذهب وفي أي يوم من الأسبوع. خلال الشهر الأول التزمت بذلك وصارت زيارة النادي أمراً اعتياديا تماما، لا يحتاج للكثير من التخطيط والترتيب المسبق، بعد شهر أضفت يوما آخر، بعد شهر آخر أضفت يوما آخر أيضا، ونجح الأمر. استمررت بالذهاب إلى النادي بذات الكثافة لخمس أشهر دون انقطاع، والنتائج كانت رائعة بحق. ولولا الكوفيد أراهن أني كنت سأستمر بالزخم ذاته إلى اليوم.
عزمت على تطبيق هذا الترتيب في نواح حياتي الأخرى. أريد روتينا خاصا للخلق وصناعة الأشياء، و روتين آخر للتواصل مع الآخرين، كون ذلك ليس من طبيعتي، أعني إبقاء دائرتي الاجتماعية حيّة.
قيمة مضاعفة.
إن صناعة القيمة هو فنّ، أدرك هذا بشكل واضح حينما أبتاع مساق تعليميا حول أمر ما دون تردد، فقط لأن القيمة التي يحملها يساوي أضعاف المال الذي سأقايض به للحصول على هذه المادة. الأمر ينطبق كذلك على الأصدقاء، والعلاقات، الأعمال. كلما ارتفعت القيمة التي يقدمها شخص ما، كلما ارتفع الطلب عليه، وكل تلك الميزات الأخرى، كالاحترام والتقدير والفرص وغيره. ولطالما فكرت مالقيمة التي أريد أن أقدمها بشكل مستمر، بالطبع لست بارعة في تقديم القيم العاطفية بالقدر الذي أشعر أني بارعة في تقديم قيمة فكرية أو حل لمشكلة ما، لطالما شعرت أن خُلقت لهذا، أعني أخبرني بالمزيد وسأقول لك مالخلل.
تجربة
أشرت في تدوينة سابقة أني بشكل مستمر سأبقي يدي على التجربة، مازلت ملتزمة بذلك، والفكرة لا تسقط من رأسي البتة، فعلت الكثير خلال الأشهر التي مضت، صنعت فديو وثقت فيه يومي، طلبت من مديري تغيراً في المهام الموكلة، وبالفعل حدث، تعرفت على أصدقاء جدد ومن فئات عمرية متفاوته دون خجل، أنشأت حسابا آخر في إحدى المنصات على الشبكة وأطلقت جانبا آخر مني، اشتركت مع مدربة رياضية، أخذت جلسة استشارية مع طبيب نفسي، سمحت لنفسي لأيام عديدة بالمضي دون إدماناتها التي اعتادتها، ولا زال العمل على إبقاء التجربة حيّة هو مشروعي الملازم في كل مرحلة.
مفضّلات
أقع في حبّ ايمان مرسال بشكل متجدد في كل مرة أقرأ ما تكتبه، للحد الذي أتمنى أن أمتلك قصائدها وأسجلها بصوتي.
الكتاب كان احدى توصيات فؤاد الفرحان، الكتاب يعطي إجابات عملية لمن يبحث عن تثبيت عادة ما بنهج واقعي.
إضافة إلى أن السيدة جينفر تمتلك بشرة رائعة، إلا أن ما أحبه فيها بحق هو عدم تكلّفها ورأيها الصريح حول المنتجات التي تستخدمها.
It’s good day to be, a good day for me, a good day to see my favorite colors